الحزب الجمهوري أو الأوليغارشيا القبلية.. / أحمد سالم ولد لكبيد

مصطلح الحزب الجمهوري اقصد به حزب الدولة، ونظرا لتغيير تسميته في كل مرة، فقد اطلقت عليه إسم "الحزب الجمهوري" كإجراء منهجي..
هناك ثمة اتفاق عام على ان الاحزاب السياسية ظاهرة حديثة نسبياً بدأت في القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1850 في الولايات المتحدة الامريكية..ويرجع غاليبة الفقهاء نشأة الاحزاب السياسية إلى انتشار المبادئ والافكار الديمقراطية ، وظهور انظمة الحكم الحديثة..
وقد تنشا الأحزاب كامتداد للحراك النيابي كالحزبين الرئيسيين في أمريكا، وقد تكون لسبب انتخابي كحزب العمال البريطاني، أو لخلفية دينية كالحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا، وحزب الاخوان المسلمين في مصر..
وظهرت الأحزاب في بلادنا على غرار  الدول الافريقية منذو 1946، وكان ذلك في ظل الاحتلال الفرنسي..وناضل بعضها من أجل الاستقلال كحزب الوئام الموريتاني..
والحزب هو عبارة عن منظمة سياسية يتبنى أعضاؤها أفكارًا مشتركة او متشابهة حول مصلحة البلد وطريقة الحكامة، وقد تروِّج لأهداف أيديولوجية او سياسية معينة..
في سنة 1991 انطلق المسلسل الديمقراطي في بلادنا استجابة لضغوط دولية معروفة..
 وقد تشكلت أحزاب سياسية عديدة، منها الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي، برئاسة الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع نفسه..
 واصبح الحزب بسنوات قليلة بعد ذلك، يضم معظم كوادر الدولة، بالإضافة إلى شيوخ القبائل وزعماء المجتمع الزنجي  فضلا عن أبرز قياديي حركة الحر التاريخيين ..
وسار الحزب على هذا النهج بعد ذلك حتى تبلورت المعادلة التالية: القبيلة (او الشريحة) تقدم التأييد والأصوات والحكومة تقدم التعيينات والصفقات والامتيازات..
أوليغارشيا على الطريقة الموريتانية..
لا تهمها الأهداف التي يسعى الحزب لتحقيقها..
لا تهمها البرامج الانتخابية ..
المهم بالنسبة لها المعاملة التالية: التأييد والأصوات من القبائل والتعيينات والامتيازات من الحكومة..
كان في البداية، بإمكان بعض أطر القبائل والشرائح الحصول على التعيين نظرا لنشاط معين، ولكن الأمر توقف بعد ذلك..
 أصبحت الاستفادة محصورة على دائرة مغلقة تحكمها آليات خاصة ومعقدة وعادة لا يستفيد منها الا الاكارم المحظوظين أبناء أو أقارب الاكارم المحظوظين..
وَكانت زعامة القبيلة تتطلب معايير كالفضلية والمرؤوة والشهامة وكان لقاء الزعيم بسيطا..
وتغير الحال..
وأصبح شأن جل القبائل في أيدي الأثرياء الجدد، وهم ما شاء الله عصاميون في جمع المال..
يعيشون في بروج عاجية يصعب الوصول إليهم، وليس لديهم وقت للضياع، شعارهم: هذا مقابل هذا..
وتم الشطب على دور فئة إسمها الطبقة الوسطى وطبقة المثقفين وأهل الرأي، وخلع كثيرون سراويل العز والكرامة..
وسيطر زعماء القبائل الجدد على الحزب الجمهوري وتحكموا في المشهد، ولا يهمهم الوطن ومشتقاته من وطنية ومواطنة..
كل ما يهمهم هو: هذا مقابل هذا..
يحشدون السيارات الفارهة والكمبارس خلال المناسبات..
يوفرون البطاقات..
وبالمقابل يريدون المناصب الدسمة..
الصفقات الكبيرة..
الامتيازات المدرة..
هذا مقابل هذا..

 

العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد