لكي يخرج العرب من عنق الزجاجة الذي حشرتهم فيه الإمبريالية العالمية ببيادقها الظاهرة، وكياناتها الخفية يجب عليهم أن يدركوا إدراكا عميقا وواعيا أن كل دولة عربية مهمة في حد ذاتها، وليس ثمة أفضلية لبعضها على بعض لا تاريخا ولا جغرافية ولا غيرهما .
بل يجب على العرب جميعا الاقتناع أن لكل بلد عربي من الخليج إلى المحيط دورا ضروريا يؤديه من الناحية الاستراتيجية سواء من حيث القوة الديمغرافية، أو الموقع الجغرافي. أو حجم المساحة ، أو الدور الاقتصادي، أو المالي ، أو العسكري أو المكانة الثقافية، أو الإعلامية، مما يحتم استغلال كل هذه المزايا الهائلة وكلها متوفرة في الوطن العربي للتكامل الفعلي والتضامن البيني الحقيقي القائم على تبادل المنافع وتنمية وصيانة المصالح المشتركة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا وإعلاميا .
وتحتم اللحظة التاريخية تفعيل السوق العربية المشتركة التي تمت المصادقة عليها قبل أكثر من نصف قرن من الزمن، وتحيين اتفاقيات الأمن العربي المشترك، وإعلان الحدود البرية المفتوحة في سياق التنسيق العربي المشترك القائم على تشجيع السياحة العربية مع احترام المواطن العربي والترحيب به أينما حل ورحل ، وعدم تحميله مضاعفات الخلافات العربية العابرة _ وهي في أغلب الأحوال مزاجية عارضة وليس لها أساس موضوعي أو منطقي يرتكن إليه _ في الدخول والسياحة والعمل والاستثمار، واتخاذ ما يلزم لإعلان السماوات العربية المفتوحة في مجال النقل الجوي، ناهيك عن مضاعفة خطوط النقل البحري للأشخاص والبضائع، وتشجيع الاستثمارات العربية العربية مع حمايتها من التحايل والتبديد من خلال التنسيق المالي و القضائي المتبادل، ودعم التعاون العلمي، وتمويل مراكز البحوث المشتركة الجادة، وربط هذا كله بمنظومة تعاون جدية مع دول منظمة التعاون الإسلامي، و الدول الأخرى المتضامنة مع فلسطين وقضايا العرب والمسلمين كافة، ومنحها الأولوية في الاستثمارات والتمويل العربي الخارجي.
بقلم د.محمد الحسن محمد المصطفى
أستاذ جامعي