المختار ولد أجاي: اختيار مستحق لمرحلة إصلاحية حاسمة/ بونا ولد الحسن

جاء اختيار المختار ولد أجاي في سياق إدراك فخامة رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، أن الديمقراطية الحقيقية لا تقتصر على الشعارات، بل تحتاج إلى كفاءات قادرة على إدارة الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي بفعالية. فبدون هذه الكفاءات، تتحول الديمقراطية إلى مجرد مصطلح فارغ، يُستخدم كأداة لتهدئة الشعوب دون أن يحمل مضمونًا حقيقيًا يحظى بإسناد شعبي يدافع عنه.

لقد عرفتُ الأخ المختار ولد أجاي عن قرب، وأشهد أنه يتمتع بأمانة وكفاءة ومسؤولية قلّ نظيرها، وهو ما جعل اختياره لهذا المنصب أمرًا متوقعًا وطبيعيًا في إطار نهج إصلاحي واعد، يسعى إلى توظيف الموارد الوطنية بشكل عادل وتحقيق تنمية مستدامة.

 

إشارات هامة في المرحلة الجديدة

مع بداية مأمورية جديدة، كان من الطبيعي أن يتساءل المواطنون عن ملامح المرحلة المقبلة، والخطة التي يمكن أن تقود البلاد إلى الازدهار وتحقق تطلعات المواطنين. لم يطل الانتظار، فقد جاء خطاب فخامة الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني ليحمل رؤية واضحة للمستقبل، مستندًا إلى تجربة ثرية وخبرة استراتيجية صقلتها الأكاديميات العسكرية العريقة ومسيرة طويلة من العمل الوطني.

كان التركيز على محاربة الفساد محورًا أساسيًا في هذا الخطاب، وهي رسالة واضحة لا تخطئها الملاحظة، تعني أن ثروات الوطن ستُوظَّف لصالح المواطن، وستوضع في إطار دولة عادلة يتساوى فيها الجميع.

 

لماذا المختار ولد أجاي؟

إن تعيين المختار ولد أجاي ليس مجرد قرار إداري، بل هو اختيار يعكس رؤية إصلاحية شاملة. فالرجل يجمع بين الكفاءة الإدارية والخبرة الاقتصادية والقدرة على تنفيذ المشاريع الكبرى، وهي صفات أساسية لقيادة مرحلة إصلاحية حقيقية.

إن المتتبع للشأن العام يدرك أن هذا الاختيار لم يأتِ اعتباطيًا، بل هو جزء من استراتيجية تستهدف بناء دولة حديثة، تستفيد من موقعها الاستراتيجي وثرواتها الاقتصادية، وتواجه التحديات بوعي ومسؤولية.

إن نجاح أي مرحلة إصلاحية يعتمد على حسن اختيار الكفاءات القادرة على ترجمة الرؤية إلى واقع ملموس. والمختار ولد أجاي نموذج لهذه الكفاءات، التي يعوَّل عليها في تجسيد مشروع وطني يحقق طموحات الشعب، ويضع البلاد على طريق التنمية المستدامة.

بونا ولد الحسن
نقيب الهيئة الوطنية للمحامين