موسى ولد سيدي حمود | رسائل من خطاب رئيس الجمهورية أمام العمد

لقد كان خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة مؤتمر رابطة العمد واضحا في إبراز الأهمية التي يمنحها النظام لتطوير اللامركزية و ما شهدته المأمورية الأولى من حكم الرئيس  من خطوات مهمة في مجال تعزيز اللامركزية تجسدت في وضـع اسـتراتـیجیة وطـنیة للامركزية، وإنـشاء المجـلس الأعلى للامركزية.
لكن كل هذه الإصلاحات لا يمكن أن تعطي ثمارها ما لم تصاحبها إجراءات  ضرورية لتطوير اللامركزية وتحقيق التنمية المحلية.
إن  اللامركزية وبعد كل هذه العقود من تجربتنا ما زالت بعيدة عن دورها المحوري في تحقيق التنمية والاستجابة لتطلعات المواطن المحلي.
ولعل من أبرز الإصلاحات المستعجلة التي قد تكون وسيلة لإنعاش المجموعات المحلية و جعلها تقوم بدورها التنموي هي: 
- منح المجموعات المحلية صلاحياتها كاملة مع ما تحتاج من موارد مالية. 
- التخفيف من وطأة وصاية السلطة التنفيذية على المجالس البلدية.
- رسم حدود فاصلة بين اختصاصات الجماعات المحلية والسلطة التنفيذية.
-العمل على تكوين و توعية المنتخبين المحليين حتى يستجيبوا لتطلعات منتخبيهم ويكونوا عند قدر المسؤوليات التنموية المكلفين بها.
ثم إن اللامركزية لا يمكن أن تحقق تنمية ما لم يصاحبها حد لفوضوية التقري ، ومعالجة أخطاء التقطيع الإداري التي طبعها الكثير من الارتجالية والعشوائية.
- تفيعل وسائل الرقابة الداخلية والخارجية على تسيير البلديات. فمن غير المقبول أن تظل موارد البلديات مجرد مداخيل إضافية  لبعض العمد يتصرفون فيه وكأنها أموالهم الخاصة لا يخشون رقيبا ولا يتعرضون للمساءلة عنها.
ثم إنه على الأحزاب السياسية أن تضع معيار الكفاءة  والأداء الجيد  شرطا أساسيا في اختيار أو التجديد لمرشحيها للعمد وأعضاء المجالس البلدية.
إن اللامركزية رافعة للتنمية و وسيلة مهمة في تسيير المجال الترابي الوطني المترامي الأطراف، لكنها لا بد فيها من توفير أركانها بمجلس محلي منتخب يتمتع بالكفاءة والمهنية مع صلاحيات غير مكبلة بوصاية مجحفة، ثم توفير الموارد لمالية الكافية  لتأدية مهامهم التنموية.