سيد محمد محمد المهدي بوجرانه | سيدي الرئيس إن أوروبا تحسدنا على الاستقرار

لكثرة اللغط والأخذ والرد في قضية المهجرين وليس المهاجرين، لم أجد بدا من الحديث عنها، وتعمدت استخدام المهجرين لانهم فعلا كذلك، فلا أوروبا يخفى عليها مكان انطلاقهم طريقة الترتيب لرحلاتهم ولامن يسهلون لهم كافة الإجراءات من دول المنبع، ومن نافلة القول إنهم قادرون على وأد الفكرة من منطلقها ومراقبة الانفلات الذي قد يحصل، فإفريقيا كلها تحت الرقابة الأروبية، ويسمعون دبة النملة فيها، فلماذا لايوفرون التمويلات وتكاليف الاتفاقيات ويستثمرونها في التصدي لظاهرة الهجرة التي تؤرقهم من مكان انطلاقها(ولاترفد افريقيا وجه المكشر من بعضها).
موضوع الهجرة موضوع شائك ومتعدد القراءات، وازالة اللبس فيه تحتاج الى دراسات معمقة حول الأسباب والأهداف والمآلات. فالمهاجرون مؤمنون انهم يلاحقون خيراتهم المنهوبة من طرف أوروبا التي تنعم بموارد طبيعية حرمها الله منها، فكانت تغتصبها بقوة الحديد والنار ابان حقبة الاستعمار، واليوم تأخذها عبر التحايل بالاتفاقيات، لكن الجديد أنهم عزمو على أن لايدخلها عليهم إفريقي مهما كان، ولكي يحققوا ذلك شرعوا في التنفيذ  واستعانوا على كل قارة بأهلها، وأهلها احيانا تجندهم عملاء أو تخوفهم من ملفات حساسة تحركها عن طريق طابور خامس خالد في البلدان الإفريقية، وتارة بعدم الرضى عن حالة استقرار طال أمدها وسط بقعة سبق وان اشعلو فيها مختلف الحروب والويلات كحالتنا في موريتانيا. 
ان الأقوام يكرهون الأمن والاستقرار في القارة السمراء، ليستمر نهبهم الممنهج لخيراتها 
وبأبخس الاثمان.
فموريتانيا بموقعها الجغرفي ومخزون غازها الخرافي ومواقفها الدبلوماسية المعتدلة، وأخيرا رئاستها للإتحاد الإفريقي، لايمكن أن تسلم من مؤامرات القوم وشهيتهم المفتوحة لحل مشكل التدفئة قبل حلول الشتاء الأروبي، تزامنا مع معضلة أوكرانيا والغاز الروسي العصي.
فقرروا أن يدخلو المغرب العربي عن طريق عضويتها وعلاقاتها الجيدة مع مختلف أطرافه بالإضافة إلى بوابة رئاسة الاتحاد الافريقي.
لا اتهم الحكومة بالخيانة أبدا فلم أجد في الاعلان مايدل على ذلك، لكن بالمقابل لم أر شخصيات اكادمية وازنة لها احترامها تدافع عن الإتفاق، ولم ألحظ حملة اعلامية عمومية كانت أو خصوصية أعطت للموضوع مايستحق من أهمية وشرح مفصل لعموم المواطنين، بينما كانت حملات التشكيك إن لم أقل التخوين بالغة عنان السماء، ومن كل مستويات النخبة الوطنية والشخصيات المرموقة. 
فهل وصل بنا الضعف الاعلامي والنخبوي درجة لانستطيع معها الدفاع عن وجهة نظر الحكومة، أم أن في الأمر فعلا مايستدعي التلبيس كي لا أقول التدليس. 
وهل يدرك وزير الداخلية ان هكذا اعلان يستحق فعلا استشارات قانونية مهنية ترفع اللبس عن المتلقي، خاصة أن من بين ماورد في نص الإعلان أنه يعترض على كل مايتعارض مع النظم الداخلية المعمول بها وكأن قوة القانون الداخلي تفوق الإتفاقيات الدولية،
لا أصدق أن من بين من يقودون موريتانيا اليوم، من يحب بيع حاضرها أو مستقبلها لكن هل يدركون فعلا خطورة التعامل بأريحية وتلقائية مع محتل الامس وغاصب اليوم، أوروبا
وهل يحيطون علما بالعجز الحاصل في خدمات الماء والكهرباء والغذاء عند الشعب الموريتاني، لدرجة أنه لايستطيع التنازل عن رغيفة خبز لمستوطن أو مهاجر عابر سبيل، فكيف بحبة رمل من أرض موريتانيا الحبيبة؟، فتلك لعمري خيانة عظمى تستدعي فعلا كما قال إبن هذا البلد، أمير الشعر الحساني( اتموت انت وانموت آن ولانخاف عقباها) .